أنهت منظمة دان للإغاثة والتنمية حملة توعية مجتمعية حول التغيرات المناخية في قريتي عدلة والعزاوي بمنطقة الشدادي جنوبي مدينة الحسكة، وذلك ضمن أنشطة مشروع “حلول ذكية” المنفذ بالشراكة مع وكالة خبراء فرنسا (Expertise France).
وشهدت الحملة مشاركة فعالة من 400 شخص من سكان القريتين، من بينهم عدد كبير من النساء، وركزت الجلسات التوعوية على مخاطر التغير المناخي وانعكاساته على الواقع البيئي والمعيشي في المنطقة، مع توزيع مواد توعوية (بروشورات) تشرح أسباب المشكلة وسبل التخفيف من آثارها.
وتضمنت الحملة خمسة محاور رئيسية تمسّ حياة السكان اليومية: (التغيرات المناخية وعلاقتها بانتشار الأمراض – الحفاظ على المياه وحماية البيئة – تصريف المياه الناتجة عن عمليات التحلية – تعقيم المياه – مشكلة تلوث المياه).
مشروع “حلول ذكية”: بنى تحتية مستدامة للمياه
يعمل مشروع “حلول ذكية” حالياً على إنشاء وتجهيز محطتي تحلية مياه في القريتين، ومن المتوقع أن تُغطي حاجات 33000 شخص بشكل مباشر، إضافة إلى 19200 شخص بشكل غير مباشر من القرى المجاورة، عبر تخفيف الضغط على مصادر المياه القائمة وتحسين فرص الوصول إلى مياه نظيفة.
أزمة مائية متفاقمة
تعود جذور الأزمة المائية في ناحية الشدادي إلى تراجع منسوب نهر الخابور بسبب التغيرات المناخية وقطع تدفق المياه، ما أدى إلى أزمة إنسانية خانقة شملت معظم مناطق الحسكة. ويعاني السكان منذ سنوات من نقص حاد في مياه الشرب، خاصة خلال الصيف، حيث يُجبر الكثيرون على شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة تصل إلى 3.5 دولار أمريكي للمتر المكعب.
عبء إضافي على النساء
تتحمل النساء والفتيات في الشدادي العبء الأكبر جراء نقص المياه، إذ يقمن تقليدياً بتأمين احتياجات المنزل اليومية من الماء، ما يدفعهن في كثير من الأحيان إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه، معرضات للإجهاد والمخاطر. كما تواجه النساء تحديات كبيرة في تأمين المياه اللازمة للنظافة والصحة الشخصية، ما يفاقم من تبعات الأزمة على فئة تعاني أصلاً من هشاشة مضاعفة.